الله تعالى هو الذي خلقكم في الأرض وبثّكم فيها (وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) أي تجمعون إليه بعد أن تبعثوا في يوم القيامة احياء ليجازيكم على أعمالكم في الدنيا.
* * *
(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٨) قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (٣٠))
٢٥ ـ و ٢٦ ـ (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :) أي أن الكفّار والمعاندين يرون البعث مستحيلا ويرون العذاب بطيئا أو غير كائن ، فيقولون : متى يجيء العذاب في الدنيا من خسف أو رمي بالحجارة أو متى يكون عذاب الآخرة إن كنتم أيها الرّسل صادقين في قولكم؟ ف (قُلْ) يا محمد لهؤلاء السائلين المنكرين : (إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ) فلا يعلم ساعة العذاب ولا ساعة القيامة غير الله تبارك وتعالى (وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) وما أنا سوى مخوّف لكم ، موضح لكم معالم الطريق ، هاد إلى الحق ، مبعد عن الضلال ، أبيّن لكم ما أنزل الله تعالى عليّ من الأحكام والشرائع ،