أبي ، فإن كنت لا بد فاعلا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه. فو الله لقد علمت الخزرج ما كان بها رجل أبرّ بوالديه منّي ، وإني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله ، فلا تدعني نفسي أن أنظر إلى قاتل أبي أن يمشي في الناس فأقتله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار.
ثم نزلت الآيات بتكذيب عبد الله بن أبي وتصديق زيد في نقله للنبيّ (ص). وعند ما أراد عبد الله بن أبي أن يدخل المدينة أخذ ابنه عليه الطريق وقال : والله لا تدخلها إلّا بإذن من رسول الله. وذكر أمره للنبيّ (ص) فأمر ابنه أن يخلّي سبيله ، فدخلها ثم اعتلّ أياما ومات. وكان قد قيل له : نزل فيك آي من القرآن فاذهب إلى رسول الله يستغفر لك الله تعالى ، فلوّى برأسه وقال : أمرتموني أن أؤمن فآمنت ، وأمرتموني أن أعطي زكاة مالي فأعطيت ، فما بقي إلّا أن أسجد لمحمد .. ثم مات على كفره.
* * *
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٩) وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١١))
٩ إلى ١١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ ...) أي لا تنشغلوا بأموالكم عن الطاعات (وَلا) ب (أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) والذّكر هو الصلوات الخمس وسائر الطاعات حتى الشكر والتسبيح والصبر على البلاء