إنّ أنهار الجنة تجري بغير أخاديد ، وأن المؤمن إذا شاء أن يجري نهرا خطّ له خطّا فينبع الماء من ذلك الموضع ويجري بدون تعب. أما قصة نزول هذه الآية في أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام جميعا فهي أن الحسن والحسين عليهماالسلام مرضا فعادهما جدّهما رسول الله صلىاللهعليهوآله ووجوه أصحابه وقالوا يا أبا الحسن لو نذرت عن ولديك نذرا ، فنذر صوم ثلاثة أيّام إن شفاهما الله تعالى ، ونذرت فاطمة عليهاالسلام مثل ذلك ، ونذرت فضّة خادمتهم مثله أيضا ، فبرئا وشفاهما الله سبحانه ، فاستقرض عليّ عليهالسلام ثلاثة أصوع شعير من يهوديّ على ان يؤبّر له نخلا ، وجاء بالأصوع إلى فاطمة عليهاالسلام فطحنت صاعا واختبزته وهيأته الفطور الصائمين. وبعد صلاة المغرب قدمته لعليّ عليهالسلام فأتاهم مسكين فسألهم الطعام فأعطوه طعامهم قبل أن يذوقوه وآثروا المسكين الجائع على أنفسهم ، وأفطروا على الماء ولم يذوقوا غيره. وفي اليوم الثاني فعلت الزهراء عليهاالسلام بصاع ثان من الشعير ما فعلته بالصاع الذي قبله ، وقدمته للصائمين في اليوم الثاني في موعد الإفطار فإذا يتيم يستطعمهم ويقف بالباب مستجديا فأعطوه طعام فطورهم ولم يذوقوا غير الماء ، وكان اليوم الثالث الذي اختبزت فيه ما بقي من الشعير وهيأته للفطور لأنهم باتوا صياما لليوم الثالث ، وبعد صلاة المغرب قدّمت الفطور للصائمين فإذا أسير في الباب يستطعمهم فأعطوه الطعام ولم يفطروا إلّا على الماء ، وفي اليوم الرابع كانوا قد قضوا نذرهم فأتى عليّ عليهالسلام إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ومعه الحسن والحسين عليهماالسلام وبهما ضعف ، فبكى رسول الله (ص) لحالهما وجوعهما ، فنزل جبرائيل عليهالسلام بسورة هل أتى مدحا بهم ...
وهكذا وصف الله تعالى أولئك الأبرار الذي برّوا بقولهم ووفوا نذرهم وتجشّموا صيام ثلاثة أيام على الماء لأنهم تصدّقوا بطعامهم على المسكين واليتيم والأسير ، فقال تبارك وتعالى فيهم :