صغار الحجارة ، حصبتهم بها ورمتهم بحجارة من السماء فحلّ بهم العذاب (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ) استثنى لوطا (ع) وأهله ، أي خلّصهم من العذاب الذي حلّ بقومه (بِسَحَرٍ) أي أنجاهم بأن خرجوا من بينهم قبيل الفجر وقبل نزول العذاب (نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا) تفضلا عليهم منّا ، والتقدير : أنعمنا عليهم نعمة (كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) أي بهذه الطريقة وأمثالها ننعم على الذي يعرفنا ويوحّدنا ويحمدنا على نعمنا (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ) لوط عليهالسلام حذّر قومه (بَطْشَتَنا) أخذنا لهم بالعذاب المشار إليه (فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ) أي جادلوا إنذاره بالباطل وشكّوا به ولم يصدّقوه ، وهو على صيغة المفاعلة من المراء (وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ) أي طلبوا منه أن يسلّمهم ضيوفه الذين نزلوا في بيته (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ) فأعميناها ، وقيل مسحت وجوههم حتى لا يرى أثر لعيونهم ، وذلك أن جبرائيل عليهالسلام ضربها بجناحه. وقال : (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ) أي استطعموا نتيجة تكذيب إنذاري لكم بمعاناة عذابي الذي حلّ بهم في تلك الساعة (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ) أي وقع فيهم عند الصباح الباكر (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ) كرّرها سبحانه مرة عند طمس أعينهم ومرة عند نزول العذاب عليهم للتقريع والإهانة (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) مرّ تفسيره مكرّرا.
* * *
(وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١) كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (٤٢))
٤١ و ٤٢ ـ (وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ...) آل فرعون هم أقرباؤه ومتابعوه في العقيدة والدّين ، قد جاءهم الإنذار منّا على يد رسولنا موسى عليهالسلام ف (كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها) أي اعتبروا الآيات والبراهين التسعة