العذاب عليهم فيهلكون بها (فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ) أي عصوا ، وبعد ثلاثة أيّام حيث جاءتهم معاينة بالنّهار (فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ) أي ما قدروا على الثبات أمام الصاعقة وما كانوا ممتنعين منها (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) اي خارجين عن الاستقامة بالكفر والعصيان.
* * *
(وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (٤٨) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٤٩) فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥١) كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٥٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥))
٤٧ إلى ٥١ ـ (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ...) أي لقادرون على بناء السماء فإنه كان بأيدينا وهي ليست بواهية. والأيد هو اليد ، والمراد بها القوّة والقدرة التّامّة التي ليست لأحد من المخلوقين ، ولذا أتى به بخلاف ما هو المشهور في استعماله كما هو الواضح (وَالْأَرْضَ فَرَشْناها) أي مهّدناها (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) أي الذين يبسطون الفراش (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) أي صنفين كالذّكر والأنثى والطويل والقصير والصّغير والكبير ولو لم يظهر لهما وجود خارجيّ في بعض الأوقات أو بعض الأنواع.