(ص) وبالمؤمنين كلّ سوء (وَارْتَبْتُمْ) أي شككتم في أصل الدين (وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ) أي غشّتكم الآمال بأن تدور الدائرة بالمؤمنين فيهلكون (وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) يعني غرّكم الشيطان فأطعتموه لأن الله أمهلكم ولم ينتقم منكم في الدنيا (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ) أي لا يفيدكم أن تدفعوا بدلا تفدون به أنفسكم لتنجوا من العذاب (وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي الذين تظاهروا بالكفر الذي أبطنتموه (مَأْواكُمُ النَّارُ) أي مقرّكم الدائم الذي تأوون وتدخلون إليه (هِيَ مَوْلاكُمْ) يعني هي أولى بكم لكثرة ذنوبكم (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي وهي مصير بئيس تعيس.
* * *
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (١٦) اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٧))
١٦ و ١٧ ـ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ) ... أنى يأني إنّى يعني : حان وقته. والمعنى : ألم يحن ويجيء الوقت الذي تلين فيها قلوب المؤمنين (لِذِكْرِ اللهِ) فترقّ لما يسمعون من تذكيره سبحانه ووعظه لهم بالآيات البيّنات (وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ) أي وتلين أيضا للقرآن الذي جاء بالحق من عند الله (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) أي اليهود والنصارى (مِنْ قَبْلُ) أي من قبلهم (فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ) أي الزمان قد بعد بينهم وبين رسلهم فاغترّوا بالدنيا وفارقوا تعاليمهم (فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) غلظت وصارت قاسية تقبل المعاصي دون وجل لأنهم تعوّدوا