نَضْرَةً وَسُرُوراً (١١) وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (١٢) مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (١٣) وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً (١٤) وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا (١٥) قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً (١٦) وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً (١٧) عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (١٨))
١١ ـ ١٨ ـ (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ ...) أي كفى سبحانه الأبرار شرّ يوم القيامة ومنع عنهم أهواله وشدائده (وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) أي أوصلهم إلى النّعم والسرور واستقبلهم بها (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا) كافأهم لصبرهم على الطاعة ولاجتنابهم المعاصي ، ولرضاهم ببلاء الدنيا وصعوباتها ، أثابهم (جَنَّةً وَحَرِيراً) يسكنون الجنّة ويلبسون الحرير ويفترشونه ويجلسون عليه (مُتَّكِئِينَ فِيها) يستندون كجلوس الملوك في الجنّة (عَلَى الْأَرائِكِ) أي الأسرّة والكراسي الفخمة الوثيرة (لا يَرَوْنَ فِيها) في الجنّة (شَمْساً) يتأذّون بحرّها (وَلا زَمْهَرِيراً) هواء باردا ينزعجون من برودته (وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها) أي تلفّهم أفياء تلك الجنة لأنها قريبة منهم لا تزيلها شمس كما تزيل شمسنا ظلال الأشياء في الدنيا (وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) أي سهل أخذها وتناولها لأنها مسخّرة لطالبها إن قام واقفا ارتفعت وإن جلس قاعدا نزلت وإذا اضطجع تدلّت إلى قربه فلا يحول دونها بعد ولا مشقّة (وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ) أي يدار على أولئك الأبرار بأوعية من فضّة (وَأَكْوابٍ) جمع كوب وهو الكأس المعدّ للشرب من دون عروة ، أي بأقداح (كانَتْ قَوارِيرَا) أي هي من زجاج (مِنْ فِضَّةٍ) قال عنها الإمام الصادق عليهالسلام : ينفذ البصر في فضّة الجنة كما ينفذ في الزجاج. والمعنى أنه اجتمع لها لمعان الفضة وصفاء