والمتابعين له (إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ) الذين بقوا على الكفر : (إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ) تبرّأنا منكم ونحن لا نتولاكم ولا نتعاون معكم (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) أي ونتبرّأ من أصنامكم ومعبوداتكم الوثنية (كَفَرْنا بِكُمْ) أي جحدنا بعقيدتكم الفاسدة (وَبَدا) ظهر (بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً) فلن يكون بيننا موالاة ولا تعاون (حَتَّى تُؤْمِنُوا) تصدقوا وتوقنوا (بِاللهِ وَحْدَهُ) فتوحّدونه وتعبدونه (إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ) أي اقتدوا بنبيّنا إبراهيم (ع) في جميع أموره ، إلّا في قوله لأبيه فلا تقتدوا به فإنه لم يستغفر له إلا لموعدة وعدها إياه فلمّا تبيّن له أنه عدوّ لله تبرّأ منه وقال : (وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) فلا أردّ عنك عقابا ولا أضمن لك ثوابا (رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا) أي كان إبراهيم (ع) والمؤمنون به يقولون ذلك (وَإِلَيْكَ أَنَبْنا) أي رجعنا بطاعتك وفي جميع أمورنا (وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) أي المرجع والمآل (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) أي لا تبتلنا بهم ولا تسلّطهم علينا فنقع في الفتنة بديننا ، فاعصمنا من موالاتهم (وَاغْفِرْ لَنا) امح ذنوبنا (رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الذي لا يغلب ، والذي لا يفعل إلا الحكمة.
* * *
(لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦) عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧))
٦ و ٧ ـ (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ...) ثم كرّر سبحانه اتّخاذ إبراهيم الخليل عليهالسلام والمؤمنين معه قدوة حسنة ، وذلك بمعاداة الكفّار ولو كانوا من قراباتهم ، فإنهم خير مثل (لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ