(إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ) أي من البعث وغيره ولا خلف فيه (وَإِنَّ الدِّينَ) أي الجزاء (لَواقِعٌ) بلا شبهة وبلا ريب فيه. والفقرتان : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ) ، و (إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) هو جواب للقسم الذي بدأ من الآية المباركة الأولى وعطفت عليه بقية الآيات التالية لها.
* * *
(وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (٧) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (٨) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (٩) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ (١١) يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (١٢) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (١٤))
٧ إلى ٩ ـ (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ...) أي ذات الطّرق فيها وإليها ، أو النجوم المزيّنة لها ، وهي جمع حبيك أو حباك أي ما تقاطع وارتبط بعضه ببعض فاشتبك كحياكة الخيطان وحبكه كنسجه أي شدّه وأوثقه. وفي بعض التفاسير أن (الْحُبُكِ) طرائق النجوم وما يرى على وجه الرّمل وصفحة الماء من التجاعيد إذا هبّت عليها الرّياح عليها فيشاهد بالوجدان والعيان.
وروى علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرّضا عليهالسلام قال : قلت له : أخبرني عن قول الله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ). فقال : محبوكة إلى الأرض ، وشبّك بين أصابعه. فقلت كيف تكون محبوكة إلى الأرض والله تعالى يقول : رفع السّماء بغير عمد؟ فقال : سبحان الله أليس يقول بغير عمد ترونها؟ قلت : بلى. قال فثمّ عمد لكن لا ترى. فقلت : كيف ذلك جعلني الله فداك؟ قال فصرّ كفّه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها فقال هذه أرض الدّنيا ، والسّماء الدّنيا