في عمله ولم يؤدّ حقّ الله تعالى من عبادته التي يستحقها والتي لم يعبده سبحانه مؤمن ولا كافر العبادة اللائقة به وبأفضاله.
* * *
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً وَقَضْباً (٢٨) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (٢٩) وَحَدائِقَ غُلْباً (٣٠) وَفاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (٣٢))
٢٤ ـ ٣٢ ـ (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ ...) بعد ذكر معجزة خلق الإنسان من تلك النطفة وجعله في أحسن تقويم من أجل العبرة بهذه القدرة ، أخذ يذكر كيفيّة رزقه الذي وهبه له فقال : يجب أن ينظر الإنسان إلى ما يأكله من سائر أنواع مشتهياته ويفكّر كيف مكّنه الله تعالى من الانتفاع بها ليرى (أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا) أي أنزلناه من السماء إنزالا. وفتح همزة (أَنَّا) يجعل الجملة بدل اشتمال لأن هذه الأشياء التي أخذ يذكرها تشتمل على كيفية حدوث الطعام ، وهي كقوله سبحانه : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ)؟ وكسرها (أَنَّا) يجعل الجملة تفسيرا للنظر إلى الطعام (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا) أي فتقناها بالنبات الذي يخرج منها بعد المطر (فَأَنْبَتْنا فِيها) في الأرض (حَبًّا) ذكر النوع ، أي جميع الحبوب المفيدة للتغذية والحفظ (وَعِنَباً وَقَضْباً) ذكر العنب لجزيل فائدته ، وذكر القضيب : أي القتّ الرّطب يقضب : أي يقطع ، مرة بعد أخرى ويعطى علفا للحيوانات (وَزَيْتُوناً) وهو ما يؤكل ويستخرج منه الزيت (وَنَخْلاً) جمع نخلة وهي التي تعطي الرّطب والتمر (وَحَدائِقَ غُلْباً) يعني وبساتين مسوّرة ذات أشجار عظيمة وارفة (وَفاكِهَةً) جميع