كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ (٥٨) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٩) هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ (٦٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦١))
٤٦ إلى ٤٩ ـ (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ...) بعد الوعيد للكافرين والمعاندين عقّب سبحانه بالوعد للمؤمنين المصدّقين فقال إن لمن خاف المقام بين يدي ربّه وذلّ الحساب ، وصدّق بذلك وعمل صالحا ، إن له جنّتين قيل هما جنة عدن وجنّة النعيم ، وقيل هما بستانان من بساتين الجنّة ، وقيل أحدهما منزله والثاني منزل أزواجه (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) وهما (ذَواتا أَفْنانٍ) يعني ذواتا أنواع من النعيم وذواتا ألوان من الفاكهة ، وقيل : ذواتا أغصان لأن الأفنان مفردها فنن وهو الغصن ، وذلك كناية عن كثرة شجرهما (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) مع وجود هذه النّعم؟
٥٠ إلى ٥٣ ـ (فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ ...) أي أن في الجنّتين عينين من ماء تجريان بين أشجارهما ، وقيل إنهما واحدة من ماء غير آسن والأخرى من خمر لذّة للشاربين (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ؟) والجنّتان (فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ؟) أي فيهما من كلّ الثمرات نوعان متشابهان وقد سمّاهما زوجين لأنهما نوعان يشابهان الذكر والأنثى لكونهما بين رطب كالعنب ويابس كالزبيب ، وكالرّطب والتمر وما أشبه ذلك (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
٥٤ و ٥٥ ـ (مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ...) أي أن أهل الجنّة يجلسون على فرش ويتّكئون ، وبطائن : جمع بطانة أي غطاؤها الداخلي الذي تليه الظّهارة ، فبطائن تلك الفرش من الديباج الغليظ فكأنّ ظهارتها من نوع أرفع من ذلك النوع (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ) أي ثمر فواكه الجنّتين قريب في متناول صاحبها لأنها تدنو منه حسب رغبته بحيث كلّما رغب فيها دنت منه ليقطفها وهو متكئ على فراشه الوثير (فَبِأَيِّ آلاءِ