الصادق عليهالسلام : لا يزول ولا يفنى. فهو ملك واسع ونعيم لا توصف كثرته ، إذ قيل : إن أدناهم منزلة ينظر في ملكه من مسيرة ألف عام ، يرى أقصاه كما يرى أدناه (عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ) قيل : عالي : ظرف ، وذلك كقولك : فوقهم ثياب سندس. وقيل هي حال وذلك كقولك : يعلوهم ثياب سندس وهو الثياب الرقيقة (خُضْرٌ) لونها كذلك (وَإِسْتَبْرَقٌ) وهو السندس الغليظ بخلاف الرقيق (وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ) أي تحلّت أيديهم بأساور الفضة الشفّافة التي يرى ما وراءها فهي أفضل من الدر والياقوت (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً) طاهرا من القذارة والدنس لا يصير بولا كخمر الدنيا بل يترشح من أبدانهم كريح المسك. وقيل إن الرجل من الجنّة يعطى شهوة مائة رجل من أهل الدنيا فيأكل ما شاء ، ثم يسقى الشراب الطّهور فيصير ما أكله رشحا كما ذكرنا وتهور شهوته كما كانت (إِنَّ هذا) الذي وصفه سبحانه من نعيم الآخرة وملذّاتها (كانَ لَكُمْ جَزاءً) أي مكافأة لكم أيّها الأبرار والمؤمنون على أعمالكم الصالحة (وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً) أي كان عملكم ومضيّكم في طاعة الله ، مقبولا مرضيّا وجزاؤه كان بمثابة الشكر لكم عليه.
* * *
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (٢٣) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (٢٤) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٢٥) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (٢٦))
٢٣ ـ ٢٦ ـ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً ...) هذا خطاب للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقيل في معناه أنه سبحانه فصّله في الإنزال آية بعد آية ولم ينزله جملة واحدة كما عن ابن عباس (فَاصْبِرْ) يا محمد على ما