هنا هو كثرة النّسل والذرّية وهو يحتمل جميع ما يذكر من الخير الكثير لأن الله سبحانه وتعالى قد أعطى رسوله (ص) خير الدنيا والآخرة ، ولكن كثرة النسل ربما كانت هي المقصودة في هذه السورة بالذات باعتبار ما ختم سبحانه به السورة إذ قال جلّ وعلا (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) أي اشكر ربّك علي نعمه الجزيلة وصلّ صلاة العيد لأنه عقّبها بنحر الأضحية والهدي. وقيل : يعني صلّ صلاة الغداة المفروضة بجمع ، وانحر البدن بمنى. ثم قيل إن معناه : صلّ لربّك الصلاة المكتوبة واستقبل القبلة بنحرك. أمّا العترة الطاهرة من أهل البيت عليهمالسلام فرووا في قوله : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) : وهو رفع يديك حذاء وجهك .. أثناء الصلاة للتكبير ـ وأبو عبد الله عليهالسلام قال لجميل بن دراج : يعني استقبل بيديه حذو وجهه القبلة في افتتاح الصلاة. وعن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : لمّا نزلت هذه السورة قال النبيّ صلىاللهعليهوآله لجبرائيل عليهالسلام : ما هذه النّحيرة التي أمرني بها ربّي. قال : ليست بنحيرة ، ولكنه يأمرك إذا تحرّمت للصلاة ، أن ترفع يديك إذا كبّرت ، وإذا ركعت ، وإذا رفعت رأسك من الركوع ، وإذا سجدت ، فإنه صلاتنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع. فإن لكل شيء زينة ، وإن زينة الصلاة رفع الأيدي عند كل تكبيرة. وقد قال رسول الله (ص): رفع الأيدي من الاستكانة (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) أي : إن مبغضك يا رسول الله هو المنقطع عن الخير ، أو منقطع النسل. وقيل إن الآية الكريمة نزلت في العاص بن وائل السهمي الذي التقى برسول الله صلىاللهعليهوآله يخرج من المسجد عند باب بني سهم متحدّثا قليلا على مرأى من جبابرة قريش الذين كانوا يجلسون في المسجد ، فلما دخل العاص عليهم سألوه عمّن كان يتحدّث معه ، فقال : ذلك الأبتر ـ أي الذي لا عقب له ولا ولد ـ إذ كان قد توفّي عبد الله بن رسول الله (ص) الذي هو من خديجة في ذلك الوقت. وقد كانوا يسمّون من لا عقب له ولا ولد :