غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٦) وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٣٧))
٣٥ إلى ٣٧ ـ (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ...) فيها : يعني في قرى قوم لوط ، فقد كلّف سبحانه رسله من الملائكة أن يخرجوا المؤمنين من تلك القرى قبل الخسف بها وبأهلها لينجّي سبحانه المؤمنين من الهلاك (فَما وَجَدْنا فِيها) أي لم يكن في تلك القرى على كثرتها (غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) سوى بيت واحد فيه مسلمون وهو بيت لوط عليهالسلام ، وفيه من المسلمين : لوط وابنتاه فقط لأن امرأته كانت على سيرة قومها. وبعد ذلك أوقعنا فيها أمرنا (وَتَرَكْنا فِيها آيَةً) أي جعلناها علامة على بطشنا وإهلاكنا لمن عصانا وتمرّد علينا وعلى رسلنا الكرام ، وبرهانا واضحا على قدرتنا (لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ) لأنهم هم المعتبرون بما حلّ بها لأنهم يحفظون أنفسهم ويحافظون عليها ولا يفعلون إلّا ما يرضينا ممّا هو في مصلحتهم لأننا لسنا بحاجة إلى طاعتهم ولا طاعة أحد.
* * *
(وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٣٩) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (٤٠))
٣٨ إلى ٤٠ ـ (وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ ...) هذا عطف على (وَفِي الْأَرْضِ) ، الآية ٢٠ أي إن في قصّة موسى عليهالسلام لآية لمن كان يتفكّر ويتدبّر ، وذلك حيث بعثناه رسولا منّا (إِلى فِرْعَوْنَ) الجبار المتربّب على أهل مصر ، فأرسلناه إليه (بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) أي ببرهان واضح قاطع قاهر يجعل لرسولنا السلطة ليغلب به فرعون وقومه (فَتَوَلَّى) فرعون أي