الْمُقَرَّبُونَ) فهم الذين يقرّبهم الله تعالى إلى رحمته فيجعل مقامهم (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) فهي نزلهم في دار كرامة الله. وعن مولانا أمير المؤمنين كما في المجمع أنهم هم السابقون إلى الصلوات الخمس ، وقيل إلى الجهاد وقيل غير ذلك ، وهم (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ) أي جماعة كثيرة من الأمم الماضية (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) أي من أمة محمّد صلىاللهعليهوآله ، يكونون جميعا (عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ) جمع سرير مصنوعة كصناعة الدرع الذي تدخل حلقاته بعضها بعض فتكون منسوجة منظّمة بقضبان من الذهب مشبّكة بالياقوت والجواهر ، ويكونون (مُتَّكِئِينَ عَلَيْها) أي مستندين في حالة جذل وسرور (مُتَقابِلِينَ) كل واحد يقابل الآخر ، ينظر بعضهم إلى وجه بعض بانشراح وغبطة.
* * *
(يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (٢٥) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (٢٦))
١٧ إلى ١٩ ـ (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوابٍ ...) ما زال سبحانه يصف حال السابقين إلى رضوانه وأنهم في النعيم يدور عليهم خدمهم وغلمانهم المخلّدون الذين لا يموتون ولا يهرمون ولا تتغيّر حالهم ولا ينكسف جمالهم. وروي عن النبيّ (ص) أنه سئل عن أطفال المشركين فقال : هم خدم أهل الجنّة ، وقيل إنهم مخلوقون خصيصا لخدمتهم ، فهم يطوفون عليهم (بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ) أي بقداح لا