يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) أي لا يعرف كثرة عددهم غيره ولم يجعل خزنة جهنّم تسعة عشر فقط لقلة جنوده ، بل فيها من ملائكة العذاب ما لا يحصي عددهم. غيره.
وقيل هذا جواب لأبي جهل حين قال : ما لمحمد أعوان إلّا تسعة عشر. وكان قد قال لكفّار قريش : ثكلتكم أمّهاتكم .. أفيعجز كلّ عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنّم؟ فقال أبو الأسود الجمحي : أنا أكفيكم سبعة عشر : عشرة على ظهري وسبعة على بطني فاكفوني أنتم اثنين فنزل : وما يعلم جنود ربّك إلا هو ... وعاد سبحانه إلى ذكر جهنّم فقال : (وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ) أي موعظة وتذكرة للعالم لا بد أن يجتنبوها إذا عرفوا صفاتها ويحذروا عذابها وويلاتها.
* * *
(كَلاَّ وَالْقَمَرِ (٣٢) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (٣٣) وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ (٣٤) إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ (٣٥) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (٣٦) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (٣٧))
٣٢ ـ ٣٧ ـ (كَلَّا وَالْقَمَرِ ، وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ...) أي : لا ، ليس الأمر كما يتوهّم الكفار من التغلّب على خزنة النار ، ثم أقسم سبحانه بالقمر لما فيه من الآيات العجيبة في مشارقه ومغاربه وزيادته ونقصانه وعكسه لنور الشمس على الأرض ، وبالليل إذا ولّى وذهب بعد انسلاخه من النهار (وَ) أقسم أيضا ب (الصُّبْحِ) نور الفجر (إِذا أَسْفَرَ) أضاء وأنار وكشف الظلام وتعارفت الأشياء والمخلوقات وقال بعض المفسّرين كأنه سبحانه أقسم بربّ هذه الأشياء لأن اليمين لا تكون إلّا به عزوجل (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ) أي أن سقر التي تحدّثت عنها الآيات السابقة هي إحدى العظائم. وهذا جواب القسم ، والكبر جمع الكبرى أي العظمى (نَذِيراً