تَنْتَصِرانِ) أي فلا تقدران على دفع ذلك عنكما وعن غيركما. فالثقلان عاجزان عن الهرب من الجزاء ، وعن النفاذ من سلطان الله جلّ وعزّ (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟
* * *
(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ (٣٧) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٨) فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ (٣٩) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٠) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ (٤١) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (٤٣) يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (٤٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٥))
٣٧ و ٣٨ ـ (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ ...) يعني إذا انصدعت يوم القيامة وتفكّك بعضها عن بعض ، فصارت حمراء كلون الورد ثم تسيل وتجري (كَالدِّهانِ) جمع الدّهن السائل ، وذلك عند انقضاء مدة الحياة وانتهاء الأمر (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟
٣٩ إلى ٤٥ ـ (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ ...) أي يوم القيامة لا يسأل مجرم لماذا أجرمت وارتكبت الذنوب ، لا من الإنس ولا من الجنّ ، بل يصاب بالذهول من هول الموقف. والله تعالى قد أحصى الأعمال وحفظها وإذا سئلوا فإنما يسألون سؤال تقريع واستهزاء. وعن الإمام الرّضا عليهالسلام أنه قال : فيومئذ لا يسأل عنكم عن ذنبه إنس ولا جانّ ، والمعنى : ان من اعتقد الحقّ ثم أذنب ولم يتب في الدنيا ، عذّب عليه في البرزخ ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسأل عنه.