يتساوى معهم استغفارك لهم وعدمه فإن الله تعالى لا يغفر لهم مطلقا (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) أي لا يوفّق الخارجين عن الإيمان إلى الهداية لطريق الحق ولا يمنحهم ألطافه التي خص بها المؤمنين من عباده.
* * *
(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (٧) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (٨))
٧ و ٨ ـ (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ...) أي لا تقدّموا معونة للمحتاجين من المؤمنين الموجودين عند رسول الله (حَتَّى يَنْفَضُّوا) أي حتى يتفرّقوا عنه ويضعف أمره (وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو سبحانه يملك الأموال والأرزاق ولو شاء لأغنى جميع الذين هم عند رسول الله من المؤمنين المحتاجين ، ولكنه لا يفعل إلّا ما فيه المصلحة والحكمة التي لا يعلم وجههما غيره ، وربما يكون قد أفقرهم ليتعبّدهم بالصبر وليجزل لهم الثواب (وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) لا يعرفون وجه الحكمة ولا يدركون المصلحة (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ) أي إذا عدنا من غزوة بني المصطلق ووصلنا إلى المدينة (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ) يعني أنهم هم الأعزّة وسيخرجون منها النبيّ لأنه ذليل وأتباعه فقراء مساكين. فردّ سبحانه عليهم بقوله : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ) فهو تعالى العزيز المنيع ، وكذلك رسوله فهو القوي العزيز المنتصر عليهم وسيعلي به كلمة الحق ويظهر دينه على الأديان كلّها ولو كره