يوم ماء وفي يوم لبن بدله يشربونه من الناقة بحينه تحلب لهم ما يكفيهم ويغنيهم عن الماء في يومها. فلم يرضوا بذلك بعد إتمام المعجزة (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ) أي دعوا واحدا منهم عيّنوه من أشرارهم وهو قدار بن سالف الملعون عاقر الناقة الخبيث (فَتَعاطى) تناول الناقة بالعقر وباشره. وقيل كف لها في أصل صخرة فرماها بسهم فأصاب عضلة ساقها ثم شدّ عليها بالسيف فكشف عرقوبها فارتمت إلى الأرض فنحرها (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) أي فانظر كيف كان عذابي لهم بعد إنذاري (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً) هي صيحة جبرائيل عليهالسلام بهم وقيل هو العذاب الذي نزل بهم (فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) أي أنهم صاروا مثل حطام الشجر المنكسّر المرضوض الذي يلمّه صاحب الحظيرة لغنمه. والمعنى أنهم هلكوا وأصبحوا كالحصيد اليابس المتحطّم (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)؟ هو قسم منه سبحانه بأنه سهّل هذا القرآن ليفهمه الناس ويتّعظوا به كما قلنا سابقا.
* * *
(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (٣٣) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (٣٥) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦) وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٧) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (٣٨) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٩) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٤٠))
٣٣ إلى ٤٠ ـ (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ ...) أي كذّبوا بما أنذرناهم به أو برسولنا إليهم (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً) أي بعثنا عليهم ريحا تحمل