قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (٢٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٢٧) قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ (٢٨) قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٢٩) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (٣٠) قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ (٣١) عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ (٣٢) كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٣٣))
١٧ و ١٨ ـ (إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ ...) يعني إننا اختبرنا أهل مكة بالقحط والمجاعة كما اختبرنا أصحاب ذلك البستان الذي فيه الشجر الوارف والثمار اليانعة. وقيل إنه كان لشيخ مؤمن في اليمن كان يأخذ من ثمره قدر كفايته وكفاية عائلته ثمّ يتصدّق بجميع ما بقي من ثمره الكثير. فلما توفي قال أولاده : نحن أحقّ بهذا الثمر الكثير من الفقراء ولن نصنع كما صنع أبونا ، وذلك (إِذْ أَقْسَمُوا) أي حيث اجتمعوا وحلفوا فيما بينهم (لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ) أي ليقطفنّ ثمرها عند الصباح ، والصّرم للنخل بمنزلة الحصاد للزرع والقطف للثمار ، وقد تقاسموا على ذلك (وَلا يَسْتَثْنُونَ) في أيمانهم ، أي لم يقولوا : إن شاء الله. وهذا من باب : لأفعلنّ ذلك الأمر غدا إلّا أن يشاء الله ، فهو استثناء كما هو ظاهر ، والمعنى : إلّا أن يشاء الله منعي عن الفعل.
١٩ و ٢٠ ـ (فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ ...) أي طرقها طارق من أمر الله أتاحه ربّك (وَهُمْ نائِمُونَ) في الليلة التي حلفوا فيها وقرروا قطع ثمرها (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) فاحترقت بتلك النار التي طرقتها بأمر الله عزّ وعلا. والصّريم هو الليل المظلم ، والصّريمان هما الليل والنهار ، لانصرام أحدهما من الآخر ، أي انفصاله عنه. وقيل بل الصّريم هو