يغشاها الملائكة ففي المرويّ عنه (ص) أنه قال : رأيت على كلّ ورقة من أوراقها ملكا قائما يسبّح الله. وإنّما أبهم الأمر سبحانه في الآية لتعظيم شأن ما يغشاها وتفخيمه (ما زاغَ الْبَصَرُ) لصبر محمد (ص) ما انحرف يمينا ولا يسارا ولا مال لجهة (وَما طَغى) يعني ما جاوز القصد (لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) وهي آياته العظيمة التي شاهدها ليلة معراجه الشريف كصورة جبرائيل (ع) وكسدرة المنتهى ، وكعجائب السماوات كلها ، فقد رأى من الآيات ما زاد به يقينه وعظم إيمانه.
* * *
(أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (٢٠) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (٢١) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (٢٢) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى (٢٣))
١٩ و ٢٠ ـ (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ...) أي أخبرونا عن هذه الآلهة المزوّرة التي تعبدونها هي (وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) وتدّعون أنها شفعاء لكم ما هي قيمتها وما هو مبلغ استطاعتها في الخلق والرّزق والعظمة؟ واللات صنم لثقيف ، وكذلك العزّى فهي شجرة عظيمة عبدتها غطفان ، ومناة أصنام من حجارة كانت في الكعبة ، فهل نفعتكم هذه الآلهة أم بيدها ضرر لمن عصاها ، وهل تعدلونها بالله جلّ وعلا؟
٢١ و ٢٢ ـ (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى ...) أي يا كفار قريش ويا أيّها المشركون كيف تجعلون لأنفسكم الذكور وتختارون لله عزوجل الإناث