البستان التي قطعت ثماره.
٢١ إلى ٢٥ ـ (فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ ، أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ ...) أي نادى بعضهم بعضا عند الصباح قائلين لبعضهم : هيّا الى ما حرثتم من زرعكم لتقطفوا ثماره ، والحرث هو الزرع والأعناب وما شابهما فامضوا إليه (إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ) أي إذا قرّرتم قطع ثمار النخل كما اتّفقنا (فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ) أي مضوا إلى عملهم وهم يتسارّون فيما بينهم يوسوس بعضهم لبعض ، يجب أن لا يدخل حديقتنا اليوم مسكين ولا فقير يقاسمنا ثمرها (وَغَدَوْا) مشوا غدوة ، صباحا (عَلى حَرْدٍ) على قصد منع الفقراء (قادِرِينَ) مقدّرين في أنفسهم وذلك لمنع الفقراء ، ولإحراز جميع ما في حديقتهم من ثمر. وقيل ؛ الحرد هو الغضب والحنق على الفقراء ، ولذلك بكّروا في الرواح إليها قبل أن يعرف بذلك أحد.
٢٦ و ٢٧ ـ (فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ...) أي فلمّا شاهدوا حديقتهم على تلك الصنعة من الحرق وتلف الثمار قالوا : ضللنا الطريق ، وليس هنا حديقتنا ، ولا هذا بستاننا. وقيل بل معناه : إنّا لضالّون عن طريق الحق ولذلك نلنا عقاب ضلالنا بذهاب ثمر بستاننا ، ثم استدركوا فقالوا : (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) يعني ان هذه هي حديقتنا فعلا ولكننا حرمنا خيرها لأننا قررّنا منع حقوق المساكين والفقراء فيها.
٢٨ و ٢٩ ـ (قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ ...) أي قال أعقلهم وأفضلهم قولا ، وقيل هو أوسطهم سنّا قال لهم : ألم احذّركم سوء قولكم وفعلكم ، فكأنّه كان قد نبّههم إلى أن ينبغي لهم أن يتوكّلوا على الله وأن يعتقدوا أنه لا قدرة لأحد على شيء إلّا بمشيئته عزوجل ، وقد سمّى ذلك تسبيحا لأنه تعظيم لشأن الله عزّ وعلا وتنزيه له ومعناه : هلّا تذكرون نعم الله تعالى عليكم فتشكرونه عليها بإخراج حقّ الفقراء والمساكين من