الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ) محمدا صلىاللهعليهوآله (بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ) أي بالتوحيد وجعل العبادة خالصة له ، وبدين الحق الذي هو الإسلام الذي تعبّد به سائر الخلق (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) أي ليقوّيه وينصره على كلّ دين بالحجة والبرهان والغلبة (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) رغم كره المشركين لذلك. وفي العياشي أن أمير المؤمنين عليهالسلام سئل : هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كلّه ،! هل ظهر ذلك؟ قال :كلّا ، فو الذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية إلّا وينادى فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله بكرة وعشيّا. أي في زمن دولة الحق بعد ظهور الإمام الحجة عجّل الله تعالى فرجه.
* * *
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١٣))
١٠ إلى ١٣ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ ...) خاطب سبحانه جميع المؤمنين وعرض عليهم مرغّبا بتجارة تخلّصهم من العذاب بطريقة فيها تلطّف في الدعاء إلى الخير ، والتجارة معه سبحانه رابحة دائما وهي : (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ) فتوحّدونه وتعبدونه (وَرَسُولِهِ) فتقرّون بنبوّته وتستمعون لقوله الذي يصدر فيه عن ربّه (وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ)