الكافرين والمشركين.
* * *
(وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (٤٤) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥) يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٦) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٤٧) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (٤٨) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ (٤٩))
٤٤ ـ إلى آخر السورة المباركة : (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ...) أي إذا رأوا قطعة من السماء ، وقسما منها (ساقِطاً) واقعا على الأرض ينذر بهلاكهم (يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ) أي يظنون أنه غيوم متراكبة فوق بعضها مع أنه عذاب ينزل بهم ولكنهم يكذّبون به (فَذَرْهُمْ) دعهم واتركهم (حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ) أي حتى يصلوا إلى اليوم الذي يموتون فيه ويموت الناس جميعا عند النفخة الأولى (يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) أي لا ينفعهم المكر ولا الخداع ولا الدفاع بالباطل ، ولا يجدون من ينصرهم في باطلهم (وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ) أي ينتظرهم عذاب يحل فيهم قبل عذاب يوم القيامة في الدنيا بالقتل ، أو في القبر من عذاب البرزخ (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) وقت نزوله بهم (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) أي انتظر واصبر لإمهالهم من قبلنا ونحن نتولّى أمرك (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا) أي بمرآنا ومنظر منّا وعناية ونحن نكلأك ونرعاك ، وقد خاطبه سبحانه بالتعظيم والمبالغة ليطمئنّ قلبه الشريف (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) من مجلسك ومن نومك (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ) أي بعض الليل لأن (مِنَ) للتبعيض