وتعاسة مصيرهم ، ثم لا يتعارفون بعدها ويفرّ بعضهم من بعض. وقيل يرى المؤمنون الكافرين وما هم عليهم من سوء الحال فيشمتون بهم ويسرّون بما هم فيه من النجاة بالنسبة للكافرين. بل قيل إن الملائكة يبصّرون الناس فيقودون أهل الجنّة للجنّة ، وأهل النار للنار ، و (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ) يحب العاصي ويتمنّى (لَوْ يَفْتَدِي) لو يقدّم فداء عن نفسه (مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ) يوم القيامة ، لافتدى (بِبَنِيهِ) وهم أعزّ المخلوقات عليه (وَصاحِبَتِهِ) أي زوجته التي كان يسكن إليها ويؤثرها (وَأَخِيهِ) الذي كان جناحه ومعينه (وَفَصِيلَتِهِ) عشيرته (الَّتِي تُؤْوِيهِ) تحميه في المصائب والشدائد (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) أي يتمنى أن لو يفتدي بجميع المخلوقات (ثُمَّ يُنْجِيهِ) أي يخلّصه هذا الفداء من العذاب في نار جهنم.
* * *
(كَلاَّ إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) وَجَمَعَ فَأَوْعى (١٨) إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (١٩) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (٢٠) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (٢١) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (٢٢) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (٢٣) وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (٢٥) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (٢٨) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٢٩) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٣٠) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٣١) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٣٢) وَالَّذِينَ