(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٥) آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ (١٦) كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (١٧) وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (١٨) وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (١٩))
١٥ إلى ١٩ ـ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ...) يوم القيامة يكون مقام المتّقين في بساتين الجنان التي جرت بينها من عيونها أنهار كاللّجين (آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ) قائلين نحن راضون بما أعطانا ربّنا ، ونشكره على عطائه الذي اختصّنا به (إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ) أي أن المتّقين قد أحسنوا بأعمالهم في الدنيا وقبل يوم القيامة والحساب ، وهو تعليل لاستحقاقهم ذلك (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) أي كانوا قليلا ما ينامون في لياليهم ، لأنهم كانوا يصلّون في أكثرها. وبعبارة أخرى ينامون في قليل من اللّيل ، أو نوما قليلا (وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) أي مع ذلك كانوا كأنّهم باتوا في معصية يستغفرون منها ، ولذا يتململون تململ السليم في ابتهالهم وعبادتهم. (وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌ) أي حق ونصيب معلوم ألزموا به أنفسهم (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) السائل الذي يسأل الناس والمحروم الذي من عفّته لا يسأل الناس فيحسب غنيا ويبقى محروما من الغنيمة والأخماس إذا كان هاشميّا أو في كل المرّات.
* * *
(وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٢١) وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ