قرى قوم لوط الذين ائتفكوا وانقلبوا (بِالْخاطِئَةِ) أي بخطاياهم وذنوبهم التي هي الشّرك وسائر الكبائر التي ارتكبوها (فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ) لم يطيعوا أمره ولا امتثلوا لما دعاهم إليه من الخير (فَأَخَذَهُمْ) الله عزوجل بالعذاب عقوبة لهم (أَخْذَةً رابِيَةً) أي أخذا زائدا في الشدّة تفوق عذاب الأمم من قبلهم لأنهم كانوا مصرّين على فعل المنكرات.
* * *
(إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (١١) لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (١٢) فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (١٣) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (١٤) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١٥) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (١٦) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (١٧) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (١٨))
١١ و ١٢ ـ (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ ...) يتحدث في هاتين الآيتين الكريمتين عن قصة نوح عليهالسلام والطوفان الذي أغرق الكفرة من قومه ، فلمّا طغى ماء الطوفان اي جاوز الحد المألوف حتى أغرق الأرض ومن بقي عليها ولم يلجأ إلى سفينة نوح (ع) (حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ) أي حملنا آباءكم السابقين في السفينة التي كانت تجري على سطح الماء (لِنَجْعَلَها) أي لنجعل تلك الفعلة (لَكُمْ تَذْكِرَةً) عبرة تعتبرون بها وتتفكّرون بكمال قدرة الله عزوجل وتمام حكمته (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ)