طاقته (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها) أي لا يحمّلها فوق طاقتها وإمكانها ولا يكلّف أحدا ما لا يقدر عليه (سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) أي بعد ضيق سعة وبعد الصعوبة سهولة فإن الفقر ليس ملكا ولا يدوم على أحد إلّا لمصلحة اقتضاها الله سبحانه لحكمة يجهلها العباد.
* * *
(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (٨) فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً (٩) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (١٠) رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً (١١))
٨ إلى ١١ ـ (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها ...) أي وكم من أهل قرية عاندوا أمر ربّهم وتجاوزوا الحدّ في العصيان والتمرّد (فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً) أي جازيناها بعد محاسبتها وانتقمنا منها بأن دقّقنا معها الحساب ولم نرأف بها لعتوّها (وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً) أي كان عذابنا لها شديدا فظيعا لم ير مثله كأنه مستنكر عند من لم يعرفه (فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها) أي ذاقت عاقبة أمر الكفر الذي كانت عليه (وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً) أي كانت نتيجة حالها خسارا في الدنيا والآخرة (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ