وتمشون في سهلها وحزنها ، لأنه تعالى وطّأها لكم تتمكّنون منها ومن زراعتها (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها) أي سيروا في طرقاتها ، وقيل إن المنكب هو أعلى الشيء ، يعني سيروا في جبالها لمنافعكم وتجاراتكم وفي سبيل ما أباحه لكم من الطاعات والمباحات (وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) أي مما أعطاكم من غلال جبالها وسهولها (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) أي إليه سبحانه يكون البعث ، وإلى حكمه يرجع العباد يوم النشور بعد الموت والقيام للمحاسبة على الأعمال.
١٦ و ١٧ ـ (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ...) يعني هل أمنتم عذاب الله تعالى الذي في السماء سلطانه ، وأمره وتدبيره ، وفي الأرض تجري حكمته وتقديره؟ فهل أمنتم منه أن يأمر ملائكة العذاب فيخسف بكم الأرض بأن يشقها ويغرقكم فيها إذا عصيتموه (فَإِذا هِيَ تَمُورُ) أي تضطرب وتتحرّك كما يجري أثناء الهزّات والزلازل؟ والمور هو التردد في الذهاب والإياب كما يجري لموج البحر مثلا (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً) وهل أنتم في أمان من أن يرسل سبحانه عليكم ريحا تحمل الحجارة والحصي وتحصبكم بها كما فعل بقوم لوط وغيرهم ، (فَسَتَعْلَمُونَ) حين الحصب بالحجارة من السماء (كَيْفَ نَذِيرِ) أي كيف إنذاري وتخويفي لكم من عاقبة العصيان حين ترون العذاب.
١٨ ـ (وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ...) أي كذّبوا رسلي وكفروا بآياتي وجحدوا بربوبيّتي (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) أي فانظر كيف كان إنكاري لعملهم وعقوبتي لهم حين أنزلت عليهم العذاب ودمّرتهم وأهلكتهم كما جرى في الأمم السابقة.
* * *
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ