تتعجّبون ممّا حلّ بكم ونزل في زرعكم وتندمون على ما أنفقتم في فلاحته وبذره ، تقولون : (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) أي نحن نتحمّل عاقبة كفرنا بالله وعدم طاعتنا حتى حلّ بنا ما حلّ ، فقد ذهب ما لنا وذهبت كذلك نفقتنا وضاع وقتنا وتعبنا ولم نحصل على نتيجة من ذلك كلّه (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) أي لا حظّ لنا فنحن ممنوعون من الرّزق ومن كلّ خير.
* * *
(أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ (٧٠) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (٧٣) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤))
٦٨ إلى ٧٠ ـ (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ...) أي هل نظرتكم السحاب الذي يحمل لكم الماء الذي تشربونه ويكون سبب حياتكم؟ (أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ) من السحاب بعد أن أنشأتم ذلك السحاب (أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) لهذه النّعمة وتلك الرحمة؟ نحن أنزلنا ذلك ، و (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ) أي لو أردنا لجعلنا الماء (أُجاجاً) أي مرّا شديد المرارة من كثرة ملوحته (فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ) أي فيا ليتكم كنتم تشكرون الله على هذه النعمة الكريمة. ثم لفت نظر الناس إلى دلالة أخرى فقال تعالى :
٧١ إلى ٧٤ ـ (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ...) أي هلا نظرتم إلى النار التي تشعلونها وتقدحونها بزنادكم (أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها) هل أنتم أنبتّم الشجر الذي تستفيدون من إشعاله وأنشأتم غيره ممّا توقدون (أَمْ نَحْنُ