هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (٣٣) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (٣٤) أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (٣٥))
١٥ إلى ١٨ ـ (كَلَّا إِنَّها لَظى ، نَزَّاعَةً لِلشَّوى ...) هذا إنكار لزعم الكافر بأن بنيه أو صاحبته أو أخيه أو غيرهم ينجيه من العذاب. لا ، إنه لا ينجيه أحد و (كَلَّا) ردع وتنبيه ، يعني لا ينجي أحد أحدا فارتدعوا عمّا أنتم فيه في دار الدنيا ، أما في الآخرة فإنها لظى : أي نار جهنّم المحرقة ، وسمّيت لظى لأنها تشتعل فتتلظّى وتلتهب بأهلها ، والعقبة قصة موقف الكافرين معها وجها لوجه وهي بهذه الحالة ، وهي (نَزَّاعَةً لِلشَّوى) أي تشوي الأطراف وتشوي لحوم الأجسام فتنزع الجلود واللحوم بالحريق ، وتحرق أمّ الرأس وتأكل الدماغ و (تَدْعُوا) إلى نفسها (مَنْ أَدْبَرَ) الطرف عن الإيمان (وَتَوَلَّى) انحرف عن طاعة الله تعالى ، فلا يفوتها عاص من العصاة بل يجيبونها مكرهين ، وقيل : إن زبانية جهنّم وملائكة العذاب يدعون أهل النار ـ إلى النار ـ كما قيل إن الله تعالى ينطقها فتدعو أهلها (وَ) من (جَمَعَ) المال (فَأَوْعى) أي خبّأه في الأوعية وأمسكه ولم يدفع منه صدقة ولا زكاة ولم ينفقه في طاعة ربّه ، وقيل جمعه من باطل ، ومنعه من حق.
١٩ إلى ٢٣ ـ (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً ...) أكدّ سبحانه أن الإنسان خلق جزوعا ، والهلع سدة الحرص ، وقيل إن تفسير (هَلُوعاً) هو : (إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ، وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) يعني أنه لا يصبر إذا أصابه فقر ولا يحتسبه ، وإذا أصابه الغنى منعه من البر والإحسان ، ثم إنه تعالى أعلم بمخلوقاته ، فقد استثنى المؤمنين من ذلك فقال : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) أي الذين يستمرّون على صلواتهم ولا ينقطعون عن أدائها ولا يتركونها في حال من الأحوال.