الحقيقية التي تدوم ، يوم كان يعب في حياته الدنيا الفانية (فَيَوْمَئِذٍ) أي يوم القيامة (لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ) أي لا يعذب عذاب الله سبحانه أحد من المخلوقين ، فإن عذابه أصعب من كل عذاب ، وآلم من كل ألم ، وهو يبقى ويفنى كل معذّب غيره ويفنى عذابه معه ، إلّا عذاب الله فهو دائم خالد (وَ) هو كذلك (لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ) أي لا يكبّل الكفار بسلاسل النار كما يكبلهم ملائكة العذاب الذين أوكل إليهم أمر جهنّم (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) أي الآمنة المؤمنة المصدّقة بالثواب ، المطيعة التي اطمأنّت إلى حسن عاقبتها ، العالمة ببشارتها بالجنّة والرضوان : (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ) عودي إلى رحمة ربّك وثوابه ، وهذا يقال لها عند الموت ، فارجعي إلى النعيم الذي وعدت به (راضِيَةً) بذلك الأجر العظيم والثواب الجسيم (مَرْضِيَّةً) أعمالك عند ربّك قد أثابك عليها أحسن الثواب فرضي عنك وأرضاك (فَادْخُلِي فِي عِبادِي) كوني في زمرتهم ومعهم (وَادْخُلِي جَنَّتِي) التي وعدت بها عبادي الصالحين وأعددت لهم نعيمها المقيم الدائم السرمد.
* * *