خراطيم لها وهي معروفة ، وبأباريق ذات خراطيم ، وبكؤوس الخمر الظاهر للعيان الجاري أمام الأبصار ، فيشربونها و (لا يُصَدَّعُونَ عَنْها) أي لا يصيبهم من شربها صداع ولا ضياع وهذيان ، وقيل لا يتفرّقون عنها (وَلا يُنْزِفُونَ) أي لا تذهب عقولهم بالسّكر.
٢٠ إلى ٢٤ ـ (وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ ...) هذه عطف على سابقتها ، أي : ويطوف عليهم الولدان بفاكهة مما يشتهونه ويختارونه (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) أي ممّا يتمنّون من أطايب اللحوم وألذّها ، فإن أهل الجنّة إذا اشتهوا لحم طير معيّن خلقه الله تعالى لهم ناضجا لا يحتاج إلى ذبح يؤلمه ولا إلى عمل يضني. وقد قال ابن عباس : يخطر على قلبه الطير فيصير ممثّلا بين يديه على ما اشتهى (وَحُورٌ عِينٌ) مرّ تفسيرها مكرّرا (كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) أي كالدر المحفوظ المخزون في أصدافه لم تلمسه يد ولا شوّهه استعمال. ويكون ذلك لهم (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) أي ثوابا لطاعاتهم في دار الدنيا ولعملهم الذي كان طبق أوامرنا ونواهينا.
٢٥ و ٢٦ ـ (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً ...) أي لا يسمعون كلاما تافها ليس فيه فائدة ، ولا قولا يأثم به قائله أو سامعه. وقيل إنهم لا يختلفون على شرب الخمر في الآخرة كما يكون شأن أهل الدنيا ، ولا يسمعون فيما بينهم (إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً) أي قول بعضهم لبعض سلاما بقصد التحيّة لحسن أدبهم وكريم خلقهم وكمال غبطتهم بما هم عليه من النّعيم.
* * *
(وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَماءٍ