ان البحرين عليّ وفاطمة عليهماالسلام ، بينهما برزخ : محمد صلىاللهعليهوآله ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان : الحسن والحسين عليهماالسلام. وهما بحران في فضلهما وسمّو مرتبتهما (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) مرّ الكلام فيه.
٢٤ و ٢٥ ـ (وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ ...) وهي السّفن الجارية في البحر بقدرته وتقديره الذي جعل الماء يحملها والريح تسيّرها. والمنشآت أي المرفوعات المبنيّات التي رفع خشبها بعضه فوق بعض وركّب بعضه فوق بعض ، وشدّ بعضه إلى بعض حتى تمّ إنشاؤها ورفعها وجعلها كالقلاع ، والأعلام : مفردها علم وهو الجبل. فمن كان له الفضل في ذلك (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ؟).
٢٦ إلى ٢٨ ـ (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ، وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ...) أي جميع من هو على وجه الأرض من الحيوان هالك يعتريه الفناء ويخرج من حالة الوجود إلى حالة العدم (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) أي يبقى ربّك الظاهر بأدلّته كظهور الإنسان بوجهه على ما في المجمع ، ووجه الله ـ تعالى الله عن الشّبيه ـ هو جهة قصده فليس هو جسما ليكون له وجه وقفا ، بل (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) وبالمناسبة نذكر ما جرى لأحد عظماء النصارى حين سأل أمير المؤمنين عليهالسلام قائلا : أين وجه الله. فأخذ أمير المؤمنين عليهالسلام عيدانا وأشعلها ثم قال للجاثليق : أرني وجه هذه النار. فقال الجاثليق : هي وجه من جميع جهاتها. فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ربّنا لا يوصف. فتعالى الله عن أن تدركه العقول أو أن تتصوّره الأوهام. و (ذُو الْجَلالِ) أي صاحب العظمة والكبرياء المستحق للحمد والمدح لإحسانه وتفضّله وذو (الْإِكْرامِ) الذي يكرم رسله وأولياءه ويلطف بهم ويتفضّل عليهم وعلى سائر مخلوقاته ، فحقّ له أن يكون منزّها عمّا لا يليق بصفاته السامية (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ؟).
* * *