هذا لعبادنا المؤمنين.
* * *
(كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (٤٦) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٧) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (٤٨) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٩) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (٥٠))
٤٦ ـ إلى آخر السورة ـ (كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ...) عاد سبحانه إلى تقريع المكذّبين وتوبيخهم فقال عزوجل : كلوا في دنياكم ، واستمتعوا استمتاعا قليلا في حياتكم ، لأن متاع الدنيا قليل (إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ) مسيئون لأنفسكم ولغيركم وقد ارتكبتم جريمة الشّرك والكفر (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) بهذه النهاية التي يؤول إليها أمر المكذّبين بالبعث والحساب وبهذا الوعيد ، فإنهم كانوا عصاة معاندين لم يؤمنوا ولا وحّدوا الله ولا عبدوه (وَ) كانوا (إِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا) اي صلّوا (لا يَرْكَعُونَ) لا يمارسون الركوع بل يأنفون منه ويعدّونه مذلّة ، فعن مقاتل أن هذه الآية نزلت في ثقيف فقد أمرهم النّبيّ صلىاللهعليهوآله بالصلاة فقالوا : لا ننحني فإن ذلك سبّة علينا. فقال (ص): لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود. وعن ابن عباس : أنه يقال هذا للكافرين في يوم القيامة فلا يستطيعون الركوع بل تتصلّب ظهورهم لأنهم لم يتعوّدوه في دار الدنيا (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) بالصلاة وبعبادة الله تبارك وتعالى (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ) أي فبأيّ كتاب بعد القرآن (يُؤْمِنُونَ) يصدّقون به ، وهم لم يصدّقوا بهذا الكتاب المعجز الجميل السبك البليغ القول المشتمل على الحجج والآيات البيّنات؟.
* * *