١ ـ (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) ... هذه الآية وما بعدها نزلت في امرأة من الأنصار اسمها خولة بنت خويلد واسم زوجها أوس بن الصامت وكانت وسيمة جميلة القوام والهيئة رآها زوجها وهي ساجدة في صلاتها فلما انصرفت منها أرادها بعد الصلاة بلا فصل فلم تستجب له ، فغضب لسرعة فيه وقال لها : أنت عليّ كظهر أمي. وكان هذا القول يعتبر محرّما للمرأة على زوجها بحسب عرفهم وهو الظهار الذي كان يعدّ طلاقا في الجاهلية. وقد ندم الزوج بعد قوله هذا وقال ما أظنك إلّا حرمت عليّ. فقالت : لا تقل هذا واذهب إلى النبىّ (ص) فاسأله عن حكم الظهار في الإسلام. قال : إن أخجل من سؤاله ، فقالت : دعني أنا أسأله. وأتت النبيّ (ص) وقصّت عليه ما جرى وقالت هل من شيء يجمعني به؟ فإنه لم يذكر طلاقا وهو أبو ولدي وأحبّ الناس إليّ. فقال (ص) : ما أراك إلّا حرمت عليه ولم أؤمر في شأنك بشيء. فقالت : أشكو إلى الله فاقتي وشدّة حالي. اللهم فأنزل شيئا على لسان نبيّك (ص). وما كان أسرع من أن أخذه مثل السّبات إلى أن قضي الوحي فأفاق وقال : ادعي زوجك ، فدعته فتلا رسول الله صلىاللهعليهوآله عليه : قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ، إلى آخر الآيات. فسبحان من هو أسمع السامعين وأبصر الناظرين الذي سمع يا محمد مجادلة هذه الزوجة التي تراجعك بشأن زوجها وقد سمع حوار كما وما أظهرته من شكوى ومكروه (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) شديد السمع ، (بَصِيرٌ) شديد البصر ، يسمع السرّ وأخفى ويعلم وساوس الصدور.
٢ إلى ٤ ـ (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ...) أي هذا حكم الرجال الذين يقولون لنسائهم : أنتنّ كظهور أمّهاتنا : (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ) يعني لسن بأمّهاتهم ولا يصرن أمّهاتهم بهذا القول (إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ) وليس أمهاتهم إلّا الوالدات لهن من بطونهنّ (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ) أي أن المظاهرين لا يعرفون الحكم الشرعي وقولهم