وما أشبه ذلك (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) أي من يتلهّى عن ذكر الله بما له وولده (فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) لثواب الله ورحمته ورضوانه ونعمه في الآخرة (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ) أي اصرفوا في سبيل البرّ والخير وادمنوا الزكاة وجميع الحقوق الواجبة عليكم (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) أي يفاجئه (فَيَقُولَ رَبِ) مستغيثا نادما حيث لا ينفع الندم : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) أي يا ليت لو فسحت بأجلي ولو لمدة قليلة وتبقيني في الدنيا. وقيل بل يقول ذلك إذا عاين أسباب الموت وشاهد علامات الآخرة ولم يبق من مجال للرجعة ، فلو أخّرتني يا ربّ (فَأَصَّدَّقَ) أي فأزكّي مالي وأتصدق وأنفق في سبيل الله (وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) الذين عملوا ما يرضيك (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها) فالأجل محتوم وهو واقع لا محالة في حينه (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) أي عالم بأعمالكم ويجازيكم بحسبها ، وهو عالم أيضا بما تعملونه ولو بقيتم في الدنيا طويلا.
* * *