بالمأثور .
مسألة ٥٢٣ : يجب في الوقوف النيّة ، عند علمائنا ـ خلافاً للعامّة (١) ـ لأنّ الوقوف عبادة ، وكلّ عبادة بنيّة ؛ لقوله تعالىٰ : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) (٢) .
ولأنّه عمل ، فيفتقر إلىٰ النيّة ، لقوله عليهالسلام : ( الأعمال بالنيّات وإنّما لكل امرئ ما نوىٰ ) (٣) .
وقال عليهالسلام : ( لا عمل إلّا بنيّة ) (٤) .
ولأنّ الواجب إيقاعها علىٰ جهة الطاعة ، وهو إنّما يتحقّق بالنيّة .
ويجب في النيّة اشتمالها علىٰ نيّة الوجوب والوقوف لحجّ التمتّع حجّة الإسلام أو غيرها ، والتقرّب إلىٰ الله تعالىٰ .
مسألة ٥٢٤ : يجب الكون بعرفة إلىٰ غروب الشمس من يوم عرفة إجماعاً .
روىٰ العامّة عن جابر أنّ النبي صلىاللهعليهوآله وقف بعرفة حتىٰ غابت الشمس (٥) .
ومن طريق الخاصّة : قول الصادق عليهالسلام ـ في الصحيح ـ : « إنّ المشركين كانوا يفيضون قبل أن تغيب الشمس ، فخالفهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ،
__________________
(١) المغني ٣ : ٤٤٤ ، الشرح الكبير ٣ : ٤٤٢ ، المجموع ٨ : ١٠٣ .
(٢) البيّنة : ٥ .
(٣) صحيح البخاري ١ : ٢ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٤١٣ / ٤٢٢٧ ، سنن أبي داود ٢ : ٢٦٢ / ٢٢٠١ ، سنن البيهقي ٧ : ٣٤١ ، مسند أحمد ١ : ٢٥ .
(٤) أمالي الطوسي ٢ : ٢٠٣ ، بصائر الدرجات : ٣١ / ٤ .
(٥) صحيح مسلم ٢ : ٨٩٠ / ١٢١٨ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٠٢٥ ـ ١٠٢٦ / ٣٠٧٤ ، سنن أبي داود ٢ : ١٨٥ / ١٩٠٥ .