أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله سعىٰ بعد طوافه (١) ، وقال : ( خُذوا عنّي مناسككم ) (٢) .
ومن طريق الخاصّة : رواية منصور بن حازم ـ في الصحيح ـ أنّه سأل الصادقَ عليهالسلام : عن رجل طاف بين الصفا والمروة قبل أن يطوف بالبيت ، فقال : « يطوف بالبيت ثم يعود إلىٰ الصفا والمروة فيطوف بينهما » (٣) .
ولو طاف بعض الطواف ثم مضىٰ إلىٰ السعي ناسياً ، فذكر في أثناء السعي نقص الطواف ، رجع فأتمّ طوافه ثم عاد إلىٰ السعي فأتمّ سعيه ؛ لأنّ إسحاق بن عمّار سأل الصادقَ عليهالسلام : عن رجل طاف بالبيت ثم خرج إلىٰ الصفا فطاف به ثم ذكر أنّه قد بقي عليه من طوافه شيء ، فأمره أن يرجع إلىٰ البيت فيُتمّ ما بقي من طوافه ثم يرجع إلىٰ الصفا فيُتمّ ما بقي فقلت له : فإنّه طاف بالصفا وترك البيت ، قال : « يرجع إلىٰ البيت ، فيطوف به ثم يستقبل طواف الصفا » فقلت : ما فرق بين هذين ؟ قال : « لأنّه قد دخل في شيء من الطواف ، وهذا لم يدخل في شيء منه » (٤) .
تذنيب : لو سعىٰ بعد طوافه ثم ذكر أنّه طاف بغير طهارة ، لم يعتد بطوافه ولا بسعيه ؛ لأنّه تبع له .
مسألة ٥٠٣ : السعي واجب في الحجّ والعمرة ، ولا يجزئ السعي في أحدهما عن الآخر ، عند علمائنا ؛ لأنّ كلّ واحد منهما نسك يشترط فيه الطواف ، فيشترط فيه السعي ، كالآخر .
__________________
(١) صحيح مسلم ٢ : ٨٨٧ ـ ٨٨٨ / ١٢١٨ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٠٢٣ / ٣٠٧٤ ، سنن أبي داود ٢ : ١٨٣ ـ ١٨٤ / ١٩٠٥ ، سنن الدارمي ٢ : ٤٦ ، المغني ٣ : ٤١١ ، الشرح الكبير ٣ : ٤٢٢ .
(٢) سنن البيهقي ٥ : ١٢٥ .
(٣) الكافي ٤ : ٤٢١ / ٢ ، التهذيب ٥ : ١٢٩ / ٤٢٦ .
(٤) التهذيب ٥ : ١٣٠ / ٤٢٨ .