٣٧٨١ ـ المطعمون الطّعام في السنة ال |
|
أزمة والفاعلون للزكوات (١) |
ويجوز أن يراد بالزكاة العين ، ويقدر مضاف محذوف ، وهو الأداء ، وحمل البيت على هذا أصح(٢) ، لأنها فيه مجموعة (٣). قال شهاب الدين : إنما أحوج أبا القاسم إلى هذا أن بعضهم زعم أنه يتعين أن يكون الزكاة هنا المصدر ؛ لأنه لو أراد العين لقال : مؤدون ولم يقل : فاعلون ، فقال الزمخشري : لم يمتنع ذلك لعدم صحة تناول فاعلون (٤) لها بل لأنّ الخلق ليسوا بفاعليها ، وإنما جعل الزكوات في بيت أمية أعيانا لجمعها ، لأنّ المصدر لا يجمع (٥) ، وناقشه أبو حيان وقال : يجوز أن يكون مصدرا وإنما جمع لاختلاف أنواعه (٦). وقال أبو مسلم : إنّ فعل الزكاة يقع على كل فعل محمود مرضي ، كقوله : (قَدْ (٧) أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى)(٨) ، وقوله : (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ)(٩) ومن جملتهم ما يخرج من حق المال ، وإنما سمي بذلك ؛ لأنها تطهر من الذنوب ، لقوله تعالى : (تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها)(١٠). وقال الأكثرون : المراد بها هنا : الحق الواجب في الأموال خاصة ؛ لأنّ هذه اللفظة قد اختصت في الشرع بهذا المعنى (١١). فإنّ قيل : إن الله تعالى لم يفصل بين الصلاة والزكاة فلم (١٢) فصل هنا بينهما بقوله : (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)؟ فالجواب : لأنّ ترك اللغو من متمات (١٣) الصلاة (١٤). قوله : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) الفرج اسم يجمع سوأة الرجل والمرأة ، وحفظ الفرج التعفف عن الحرام (١٥). قوله : (إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ) فيه أوجه :
أحدها : أنه متعلق ب «حافظون» على التضمين (١٦) معنى ممسكين (١٧) أو قاصرين وكلاهما يتعدى بعلى قال تعالى : (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ)(١٨).
الثاني : أنّ «على» بمعنى «من» أي : إلا من أزواجهم كما جاءت «من» بمعنى
__________________
(١) البيت من بحر المنسرح قاله أمية بن أبي الصلت ، وهو في ديوانه (٢٠) ، القرطبي ١٢ / ١٠٥ ، البحر المحيط ٦ / ٣٩٦ ، شرح شواهد الكشاف (٢٠).
(٢) في ب : لا يصح ، وهو تحريف.
(٣) الكشاف ٣ / ٤٣.
(٤) في الأصل : فاعل.
(٥) انظر نص الزمخشري السابق.
(٦) الدر المصون ٥ / ٨٣.
(٧) في ب : وقد. وهو تحريف.
(٨) [الأعلى : ١٤].
(٩) من قوله تعالى : «فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى» [النجم : ٣٢].
(١٠) من قوله تعالى : «خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ»[التوبة : ١٠٣]. انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٨٠ ـ ٨١.
(١١) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٨١.
(١٢) في الأصل : فلا. وهو تحريف.
(١٣) في ب : مهمات.
(١٤) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٨١.
(١٥) البغوي ٦ / ٧.
(١٦) في ب : التضمن.
(١٧) في ب : ممتسكين.
(١٨) [الأحزاب : ٣٧]. انظر البحر المحيط ٦ / ٣٩٦.