سورة المؤمنون
مكية (١) وهي مائة وثمان عشرة آية ، وألف ومائتان وأربعون كلمة ، وعدد حروفها أربعة آلاف وثمانمائة وحرفان.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٥) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٧) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (٩) أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ)(١١)
قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) الآيات العشر ، روى ابن شهاب (٢) عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري (٣) قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : كان إذا نزل على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الوحي يسمع عند وجهه كدويّ النحل فمكثنا ساعة ، وفي رواية : فنزل عليه يوما فمكثنا ساعة ، فاستقبل (٤) القبلة فرفع يديه ، وقال : «اللهمّ زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنّا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنّا» ثم قال : «لقد أنزل علينا عشر آيات من أقامهنّ دخل الجنّة» ثم قرأ : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) عشر آيات (٥). ورواه الإمام أحمد ، وعلي بن المديني(٦) ، وجماعة عن عبد
__________________
(١) البحر المحيط ٦ / ٣٩٢.
(٢) من هنا نقله ابن عادل عن البغوي ٦ / ٣.
(٣) في النسختين : القادري. هو عبد الرحمن بن عبد القاري ، أخذ عن عمر ، وأبي طلحة ، وأخذ عنه السائب بن يزيد من أقرانه ، وعروة ، مات بالمدينة سنة ٨٠ ه.
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ٢ / ١٤٣.
(٤) في ب : واستقبل.
(٥) أخرجه الترمذي (التفسير) ٥ / ٨ ، والإمام أحمد ١ / ٣٤ ، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٥ / ٢.
(٦) هو علي بن عبد الله بن جعفر السعدي مولاهم أبو الحسن البصري ، أحد الأئمة الأعلام ، وحفاظ الإسلام ، روى عن أبيه ، وحماد بن زيد ، وابن عيينة ، وغيرهم ، وعنه أحمد ، والبخاري ، وأبو داود ، وغيرهم ، مات سنة ٢٣٤ ه. طبقات الحافظ (١٨٤).