٣٧٤٣ ـ طبّاخ ساعات الكرى زاد الكسل (١)
وقد أوضح الزمخشري ذلك بقوله : ولا تخلو «السّاعة» من أن تكون على تقدير الفاعل لها ، كأنها هي التي تزلزل الأشياء على المجاز الحكمي ، فتكون الزلزلة مصدرا مضافا إلى فاعله ، وعلى تقدير المفعول فيها على طريقة الاتساع في الظرف ، وإجرائه مجرى المفعول به كقوله تعالى : (مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ)(٢)(٣).
فصل
اختلفوا في وقت هذه الزلزلة ، فقال علقمة (٤) والشعبي : هي من أشراط الساعة قبل قيام الساعة(٥) ، ويكون بعدها طلوع الشمس من مغربها. وقال ابن عباس : زلزلة الساعة قيامها ،
__________________
ـ اليوم سرته ، ولا يجوز ذلك في المنصوب على الظرف ، بل إذا أضمر وجب التصريح ب (في) لأن الضمير يرد الأشياء إلى أصولها فيقال : اليوم سرت فيه ، وسواء في التوسع ظرف الزمان والمكان ، فالأول نحو :
ويوم شهدناه سليما وعامرا |
|
قليل سوى الطعن النهال نوافله |
والثاني نحو : ومشرب أشربه وشيل.
ويجوز حينئذ الإضافة إليه على طريق الفاعلية نحو : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) [سبأ : ٣٣] والمفعولية نحو (تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) [البقرة : ٢٢٦] ، ولا تصح الإضافة عند إرادة الظرف ؛ لأن تقدير (في) يحول بين المضاف والمضاف إليه وللتوسع شروط الأول : أن يكون الظرف متصرفا ، فما لزم الظرفية لا يتوسع فيه ؛ لأن التوسع مناف لعدم التصرف ؛ إذ يلزم منه أن يسند إليه ويضاف إليه.
الثاني والثالث : أن لا يكون العامل حرفا ولا اسما جامدا ؛ لأنهما يعملان في الظرف لا في المفعول به ، والمتوسع فيه مشبه بالمفعول به فلا يعملان فيه.
الرابع : أن لا يكون فعلا متعديا إلى ثلاثة ؛ لأن الاتساع في اللازم له ما يشبه به وهو المتعدي إلى واحد ، والاتساع في المتعدي إلى واحد له ما يشبه به وهو المتعدي إلى اثنين والاتساع في المتعدي إلى اثنين له ما يشبه به وهو المتعدي إلى ثلاثة ، فيجوز فيها وأما ما يتعدى إلى ثلاثة فليس له ما يشبه به ؛ إذ ليس لنا فعل يتعدى إلى أربعة.
الخامس : أن لا يكون العامل كان وأخواتها إن قلنا إنها تعمل في الظرف حذرا من كثرة المجاز ، لأنها إذا رفعت ونصبت تشبيها بالفعل المتعدي ، والعمل بالشبه مجاز ، فإذا نصبت الظرف على الاتساع وهو مجاز أيضا كثر المجاز فيمنع منه.
انظر التبيان ٢ / ٩٣١ ، الهمع ١ / ٢٠٣.
(١) رجز قاله جبار بن جزء بن ضرار وهو في ديوان الشماخ (٣٨٩ ـ ٣٩٠) مع نسبته لجبار ، الكتاب ١ / ١٧٧ ، الكامل ١ / ٢٥٨ ، مجالس ثعلب ١ / ١٢٦ ، المخصص ٣ / ٣٧ ، أمالي ابن الشجري ٢ / ٢٥٠ ، الخزانة ٤ / ٢٣٣. الكرى : النعاس. الكسل : ـ بفتح الكاف وكسر السين ـ الكسلان. والشاهد فيه : إضافة (طباخ) إلى (ساعات) على تشبيهه بالمفعول به ، لا على أنه ظرف وعلى ذلك يعد (زاد الكسل) مفعولا ثانيا.
(٢) [سبأ : ٣٣].
(٣) الكشاف ٣ / ٢٤.
(٤) تقدم.
(٥) انظر البغوي ٥ / ٥٤٦.