أي : ضمنت رزق. ويؤيده قراءة الحسن : «ومن يرد إلحاده بظلم» (١).
قال الزمخشري : أراد إلحاده فيه ، فأضافه على الاتساع (٢) في الظرف ك (مَكْرُ اللَّيْلِ)(٣) ومعناه : ومن يرد أن يلحد فيه ظالما (٤).
الرابع : أن تضمن «يرد» معنى يلتبس (٥) فذلك تعدى بالباء ، أي : ومن يلتبس بإلحاد مريدا له (٦). والعامة على «يرد» بضم الياء من الإرادة (٧). وحكى الكسائي والفراء (٨) أنه قرىء «يرد» بفتح الياء (٩) ، قال الزمخشري : من الورود ومعناه : من أتى فيه بإلحاد ظالما (١٠).
فصل
الإلحاد : العدول عن القصد ، وأصله إلحاد الحافر. واختلف المفسرون فيه ، فقيل : إنه الشرك ، أي من لجأ إلى الحرم ليشرك به عذّبه الله ، وهو إحدى الروايات عن ابن عباس ، وهو قول مجاهد وقتادة(١١). وروي عن ابن عباس هو أن تقتل فيه من لا يقتلك أو تظلم من لا يظلمك (١٢). وروي عن ابن عباس أنها نزلت في عبد الله بن سعد (١٣) حيث استسلمه (١٤) النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فارتد مشركا ، وفي قيس بن (ضبابة) (١٥)(١٦). وقال مقاتل : نزلت في عبد الله بن خطل حيث قتل الأنصاريّ وهرب إلى مكة كافرا ، فأمر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بقتله يوم الفتح (١٧). وقال مجاهد : تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات (١٨).
__________________
ـ ضمنت لنا أعجازهن قدورنا |
|
وضروعهنّ لنا الصّريح الأجردا |
وعلى هذه الرواية لا شاهد فيه. وفي مجاز القرآن ٢ / ٤٩ ، الطبري ١٧ / ٩٤ ، واللسان (جرد) وهو فيه برواية : ضمنت لنا أعجازه أرماحنا. وعلى هذه الرواية لا شاهد فيه. تفسير ابن عطية ١٠ / ٢٥٨ ، البحر المحيط ٦ / ٣٦٣. الصريح الأجرد : اللبن الصافي. والشاهد فيه زيادة الباء في المفعول به في قوله :
ضمنت برزق عيالنا ، والتقدير : ضمنت رزق عيالنا.
(١) المختصر (٩٥) ، البحر المحيط ٦ / ٣٦٣.
(٢) في الأصل : إلى اتساع. وهو تحريف.
(٣) من قوله تعالى : «وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً»[سبأ : ٣٣]. حيث توسع في الظرف المتصرف فجعل مفعولا به.
(٤) الكشاف ٣ / ٣٠.
(٥) في ب : يتلبس.
(٦) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٦٣. وهو الأولى عند أبي حيان.
(٧) انظر التبيان ٢ / ٩٣٩.
(٨) معاني القرآن ٢ / ٢٢٣.
(٩) المختصر (٩٥) ، البحر المحيط ٦ / ٣٦٣.
(١٠) الكشاف ٣ / ٣٠.
(١١) انظر البغوي ٥ / ٥٧١. والفخر الرازي ٢٣ / ٢٦.
(١٢) انظر البغوي ٥ / ٥٧٢.
(١٣) في النسختين : سعيد. والتصويب من الفخر الرازي.
(١٤) في النسختين : اسنلبه. والتصويب من الفخر الرازي.
(١٥) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٢٦.
(١٦) ما بين القوسين في ب : صناعة ، وهو تحريف.
(١٧) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٢٦.
(١٨) انظر البغوي ٥ / ٥٧٢ ، الدر المنثور ٤ / ٣٥٢.