مستقرا من مستقرّ الكفار (وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) من مقيلهم ، لو فرض أن يكون لهم.
والثاني : أن يكون لمجرّد الوصف من غير مفاضلة (١).
فصل
قال المفسرون : يعني أن أهل الجنة لا يمرّ بهم يوم إلا قدر النهار من أوله إلى قدر القائلة حتى يسكنوا مساكنهم من الجنة (٢).
قال ابن مسعود : لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار ، وقرأ : «ثمّ إن مقيلهم لإلى الجحيم» وهكذا كان يقرأ (٣).
وقال ابن عباس في هذه الآية : الحساب ذلك اليوم في أوله (٤). وقال قوم : حين قالوا في منازلهم(٥).
قال الأزهري : القيلولة والمقيل (٦) : الاستراحة (٧) نصف النهار وإن لم يكن مع ذلك نوم ، لأن الله (٨) قال : (وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) والجنة لا نوم فيها (٩).
وروي «أن يوم القيامة يقصر على المؤمنين حتى يكون (١٠) كما بين العصر إلى غروب الشمس»(١١).
قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (٢٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً (٢٦) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً)(٢٩)
قوله : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ) العامل (١٢) في «يوم» إمّا (اذكر) ، وإمّا ينفرد (١٣) الله بالملك يوم تشقق (١٤) ، لدلالة قوله : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) عليه. وقرأ الكوفيون (١٥) وأبو عمرو [هنا وفي (ق) (١٦) «تشقّق» بالتخفيف ، والباقون بالتشديد (١٧) ، وهما واضحتان ،
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٩٣.
(٢) انظر البغوي ٦ / ١٧٠.
(٣) انظر المرجع السابق ، والفخر الرازي ٢٤ / ٧٢ ، القرطبي ١٣ / ٢٣.
(٤) انظر البغوي ٦ / ١٧٠.
(٥) المرجع السابق.
(٦) في ب : والقيل.
(٧) في ب : استراحة.
(٨) في ب : الله تعالى.
(٩) انظر التهذيب (قيل) ٩ / ٣٠٦.
(١٠) في ب : لا يكون. وهو تحريف.
(١١) انظر البغوي ٦ / ١٧٠.
(١٢) في ب : القائل. وهو تحريف.
(١٣) في ب : نوم ينفرد. وهو تحريف.
(١٤) انظر التبيان ٢ / ٩٨٤.
(١٥) وهم : عاصم ، وحمزة ، والكسائي. السبعة (٤٦٤).
(١٦) وهو قوله تعالى : «يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً» [ق : ٤٤].
(١٧) السبعة (٤٦٤) ، (٦٠٧ ـ ٦٠٨) ، الحجة لابن خالويه (٢٦٥) ، الكشف ٢ / ١٤٥ ، النشر ٢ / ٣٣٤ ، الإتحاف (٣٢٨).