مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (البقرة : ١٨٥) ، فهما وإن اختلفا يكون الأول خاصّا والثاني عاما متفقان بالجنس. وكذلك : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (النجم : ٢٨) ، ولذلك استبدل بها على أن الأصل إلغاء الظن مطلقا.
٤ ـ / ٩٧ وأما قوله تعالى : (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ) (القصص : ٢٥) ، بعد قوله : (قالَتْ إِحْداهُما) (القصص : ٢٦) فيحتمل أن تكون الأولى [هي] (١) الثانية وألاّ تكون. ونظيرها قوله تعالى : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى) (البقرة : ٢٨٢).
فإن كانت «إحداهما» الثانية مفعولا ، فالاسم الأول هو الثاني على قاعدة المعرفتين ، وإن كانت فاعلا فهما [واحد] (١) باعتبار الجنس. وأكثر النحاة على أنّ الإعراب اذا لم يظهر في واحد من الاسمين تعيّن كون الأول فاعلا ، خلافا لما قاله الزجاج في قوله (٢) تعالى : (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ) (الأنبياء : ١٥).
وقوله : (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ) (آل عمران : ٧٨) ، فالكتاب الأول ما كتبوه بأيديهم ، ثم كرره بقوله : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ) (البقرة : ٧٩). والكتاب الثاني التوراة. والثالث جنس كتب الله تعالى ، أي ما هو من [شيء في] (٣) كتب الله [تعالى] وكلامه». قاله الراغب (٤).
ـ (الثاني) ان يكونا نكرتين ، فالثاني غير الأول ، وإلاّ لكان [٢٦٧ / أ] المناسب هو (٥) التعريف بناء على كونه معهودا سابقا. قالوا : والمعنى في هذا والذي قبله أن النكرة تستغرق الجنس ، والمعرفة تتناول البعض ؛ فيكون داخلا في الكلّ ، سواء قدّم أو أخّر. والمشهور في تمثيل هذا القسم «اليسر» ، في قوله تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الانشراح : ٥ ـ ٦).
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (كقوله تعالى) ، وانظر قول الزجاج في «معاني القرآن وإعرابه» ٣ / ٣٨٦ سورة الأنبياء.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) انظر «المفردات» ص ٤٢٥ مادة «كتب».
(٥) عبارة المخطوطة (المناسب هو الأول ، التعريف).