(البقرة : ٣١). وأما : (إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ) (المائدة : ١١٦) ، فتأوّله ابن السراج (١) على تقدير «إن أكن قلته» ، وكذا (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ) «إن يكن (٢) قميصه».
(مسألة) إذا نفيت «كان» وأخواتها ، فهي كغيرها من الأفعال. وزعم ابن الطراوة (٣) أنها إذا نفيت كان اسمها مثبتا والخبر منفيا ، قال : لأنّ النفي إنما يتسلّط على الخبر ، كقوله تعالى : (ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا) (الجاثية : ٢٥) ، فالقول مثبت والحجّة [هي] (٤) المنفية ؛ وما ذهب إليه غير لازم ، إذ [قد] (٤) قرئ (٤) [(ما كانَ حُجَّتَهُمْ) بالرفع (٥) على أنه اسم كان ، ولكن تأوّله على أن «كان» ملغاة ، أي زائدة ، تقديره : «ما حجتهم إلا».
وهذا إن ساغ له هاهنا فلا يسوغ له تأويله قوله تعالى : (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا) (الأنعام : ٢٣) ، فإنه قرئ] (٤) بالرفع (٦) ولا يمكن أن تكون هنا ملغاة.
[جعل]
ومن ذلك «جعل» وهي أحد الأفعال المشتركة ؛ التي هي أمهات الأحداث ؛ وهي : «فعل ، و «عمل» ، و «جعل» و (٧) «طفق» ، و «أنشأ» ، و «أقبل». وأعمّها «فعل» يقع على القول والهمّ وغيرهما : (وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (النحل : ٥٠). ودونه «عمل» لا ينتظم (٨) النية والهمّ والعزم والقول : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ) (الفرقان : ٢٣) ، أي من صلاة وصدقة وجهاد. ول «جعل» أحوال :
__________________
(١) هو محمد بن السري أبو بكر المعروف بابن السرّاج تقدم التعريف به في ١ / ١٢.
(٢) في المخطوطة (إن يكن كان قميصه).
(٣) هو سليمان بن محمد بن عبد الله المالقي تقدم التعريف به في ٢ / ٤٣٢.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) قال البنا الدمياطي في «إتحاف فضلاء البشر» ص ٣٩٠ عند سورة الجاثية (وعن الحسن (ما كانَ حُجَّتَهُمْ) بالرفع اسم كان ... ، والجمهور بالنصب على أنها الخبر).
(٦) انظر «إتحاف فضلاء البشر» ص ٢٠٦ عند سورة الأنعام.
(٧) في المخطوطة زيادة (وأطلق).
(٨) في المطبوعة (لأنه يعم) وما أثبتناه من المخطوطة.