تقديره «ربما كان يود الذين كفروا» (١).
٣٦ ـ السين
حرف استقبال. قيل : وتأتي للاستمرار ، كقوله تعالى : (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ) (النساء : ٩١).
وقوله : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ) (البقرة : ١٤٢) ؛ لأن ذلك إنما نزل بعد قولهم : (ما وَلاَّهُمْ) ، فجاءت السين إعلاما بالاستمرار لا بالاستقبال.
قال الزمخشري (٢) : «أفادت السين وجود الرحمة لا محالة ، فهي تؤكد الوعد كما تؤكد الوعيد إذا قلت : سأنتقم منك».
ومثله قول سيبويه (٣) في قوله : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ [وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ]) (٤) (البقرة : ١٣٧) : معنى السين أن ذلك كائن لا محالة ، وإن تأخرت إلى حين.
وقال الطيبي (٥) : مراد الزمخشري أن السين في الإثبات مقابلة «إن» في النفي ؛ وهذا مردود [٢٩٨ / أ] ؛ لأنه لو أراد ذلك لم يقل : السين توكيد للوعد ، بل كانت حينئذ توكيدا للموعود به ، كما أن «لو» تفيد تأكيد النفي بها.
وتأتي زائدة ، كقوله تعالى : (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ) (الإسراء : ٥٢) ، أي تجيبون. وقوله : (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا) (الشورى : ٢٦).
٣٧ ـ سوف
حرف يدل على التأخير والتنفيس ، وزمانه أبعد من زمان السين ؛ لما فيها من إرادة التسويف. ومنه (٦) قيل : فلان يسوّف فلانا ، قال تعالى : (وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) (الزخرف :
__________________
(١) في المخطوطة زيادة عبارة (ومعنى حكاية الحال أن يحكى ما لم يقع فإنه الآن واقع أو ما وقع كأنه الآن واقع كقوله تعالى : (فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ) (القصص : ١٥) أي كان حالهما لما وجد هذه الحالة.
(٢) انظر قوله في كتابه الكشاف ٢ / ١٦٤. سورة براءة الآية (٧١) ، وذكر قوله ابن هشام في المغني ١ / ١٣٨.
(٣) الكتاب ١ / ٣٥ بتصرف ، وانظر الكشاف ١ / ٩٧. عند تفسير الآية.
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) هو الحسن بن محمد بن عبد الله الطيبي تقدم التعريف به في ٣ / ٢٨.
(٦) في المخطوطة (فصل).