أنّه مع [أن] (١) مساس النار لا يضيء ، ولكن يقارب (٢) الإضاءة ، لكن الواقع أنه عند المساس يضيء قطعا! (أجيب :) بأن الواو ليست عاطفة ، وإنما هي للحال ، أي يكاد يضيء والحال أنه لم تمسه نار ، فيفهم منه أنها لو مسته لأضاء قطعا.
(قاعدة) (٣) تجيء كاد بمعنى أراد ، ومنه : (كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ) (يوسف : ٧٦) (أَكادُ أُخْفِيها) (طه : ١٥).
وعكسه ، كقوله تعالى : (جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ) (الكهف : ٧٧) أي يكاد.
(قاعدة) (٣) فعل المطاوعة هو الواقع مسبّبا عن سبب اقتضاه ، نحو كسرته فانكسر.
قال ابن مالك في «شرح الخلاصة» (٤) : هو الدّال على قبول مفعول لأثر الفاعل (٥) ؛ ومعنى ذلك أنّ الفعل المطاوع ، «بكسر الواو» ، يدلّ على أن المفعول لقولك : كسرت الشيء ، يدلّ على مفعول معالجتك في إيصال الفعل إلى المفعول ، فإذا قلت : فانكسر ، علم أنه قبل الفعل ، وإذا قلت : لم ينكسر علم (٦) أنه لم يقبله وأمّا المطاوع ، بفتح الواو ، فيدلّ على معالجة الفاعل في إيصال فعله إلى المفعول ، ولا يدلّ على أن المفعول قبل الفعل أولم يقبله.
وذكر الزمخشريّ وغيره أن المطاوع والمطاوع (٧) ، لا بدّ وأن يشتركا في أصل المعنى ، و [أن] (٨) الفرق بينهما إنما هو من جهة التأثر والتأثير ، كالكسر والانكسار ، إذ لا معنى للمطاوعة إلا حصول فعل عن فعل ، فالثاني مطاوع ؛ لأنه طاوع الأوّل ، والأول مطاوع ، لأنه طاوعه الثاني ، فيكون المطاوع لازما للمطاوع ومرتّبا عليه.
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (وإنما يقارب).
(٣) في المخطوطة (فائدة).
(٤) هو محمد بن عبد الله بن مالك جمال الدين تقدم التعريف به في ١ / ٣٨١ وكتابه «شرح الخلاصة» ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» ١ / ١٥١.
(٥) في المخطوطة (العامل فيه).
(٦) تصحفت في المطبوعة إلى (على أنه).
(٧) في المخطوطة (ولو طاوع) ، وقول الزمخشري في «المفصل» ص ٢٨١ فصل افتعل يشارك انفعل في المطاوعة.
(٨) ليست في المطبوعة.