مثال جمع القلّة من التكسير ، وعلّته أن المضاف موضوع للقلة ، فتلزم إضافته [٢٧٠ / ب] إلى جمع قلة ، طلبا لمناسبة المضاف إليه المضاف في القلّة ؛ لأنّ المفسّر على حسب المفسّر ، فتقول : ثلاثة أفلس وأربعة أعبد ، قال تعالى : (مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) (لقمان : ٢٧).
وقد استشكل على هذه القاعدة قوله تعالى : (يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) (البقرة : ٢٢٨) ، فإن «قروء» جمع كثرة ، وقد أضيف إلى الثلاثة ، ولو جاء على القاعدة لقال «أقراء». والجواب من أوجه :
ـ (أحدها) : أنه أوثر جمع الكثرة هنا ؛ لأنّ بناء القلة شاذّ ، فإنه جمع «قرء» بفتح القاف ، وجمع «فعل» على «أفعال» شاذّ ، [قياسا] (١) فجمعوه على «فعول» إيثارا للفصيح ، فأشبه ما ليس له إلا جمع كثرة ؛ فإنه يضاف إليه ، كثلاثة دراهم. ذكره ابن مالك.
ـ (والثاني) : أنّ القلة بالنسبة إلى كل واحد من المطلّقات ؛ وإنّما أضاف [إلى] (١) جمع الكثرة نظرا إلى كثرة المتربّصات ؛ لأنّ كل واحدة تتربصن ثلاثة. حكاه في «البسيط» (٢) عن أهل المعاني.
(الثالث) : أنه على حذف مضاف ، أي ثلاثة أقراء قروء.
(الرابع) : أن الإضافة نعت في تقدير الانفصال ؛ لأنه بمعنى «من» التي للتبعيض ، أي ثلاثة أقراء من قروء. كما أجاز المبرّد (٣) «ثلاثة حمير» و «ثلاثة كلاب» ؛ على إرادة «من» أي من حمير ومن كلاب.
[القاعدة] (٤) الثالثة
ألفاظ العدد نصوص ، ولهذا لا يدخلها تأكيد ؛ لأنّه لدفع المجاز ، في إطلاق الكلّ وإرادة البعض ؛ وهو منتف في العدد. وقد أورد على ذلك آيات شريفة.
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) حسن بن محمد الأسترآباذي ركن الدين تقدم التعريف به وبكتابه في ٢ / ٤٦٤.
(٣) انظر قول المبرد في «المقتضب» ٢ / ١٥٨ ضمن باب العدد.
(٤) ليست في المخطوطة.