٦ ـ أو
تقع في الخبر والطلب ؛ فأمّا في الخبر فلها فيه معان :
(الأول) : الشكّ ، نحو قام زيد أو عمرو.
(والثاني) : الإبهام ، وهو إخفاء الأمر على السامع مع العلم به ، كقوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً) (سبأ : ٢٤) ، وقوله : (أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً) (يونس : ٢٤) ، يريد : إذا أخذت الأرض زخرفها ، وأخذ أهلها الأمن ، أتاها أمرنا وهم لا يعلمون.
أي فجأة ؛ فهذا إبهام ؛ لأنّ الشكّ محال على الله تعالى. وقوله : (إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (الصافات : ١٤٧).
(فإن قلت) : «يزيدون» فعل ، ولا يصحّ عطفه على المجرور ب «إلى» ، فإنّ حرف الجرّ لا يصح تقديره على الفعل ، ولذلك لا يجوز : مررت بقائم ويقعد ، على تأويل : قائم وقاعد. (قلت) : «يزيدون» خبر مبتدأ محذوف (١) في محل رفع ، والتقدير «أو هم يزيدون». قاله ابن جني في (٢) «المحتسب».
وجاز عطف الاسمية على الفعلية ب «أو» لاشتراكهما في مطلق الجملة. (فإن قلت) : فكيف (٣) تكون «أو» هنا لأحد الشيئين ، والزيادة لا تنفكّ عن المزيد عليه؟ (قلت) : الأمر كذلك ، ولهذا قدروا في المبتدأ ضمير المائة ألف ، والتقدير : وأرسلناك إلى مائة ألف (٤) [فقط أو مائة ألف] (٤) معها زيادة. ويحتمل أن تكون على بابها للشكّ ، وهو بالنسبة إلى المخاطب ، أي لو رأيتموهم لعلمتم أنهم مائة ألف أو يزيدون.
(الثالث) : التنويع ، كقوله تعالى : (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) (البقرة : ٧٤) أي أن قلوبهم تارة تزداد قسوة ، وتارة تردّ إلى قسوتها الأولى ، فجيء ب «أو» لاختلاف أحوال قلوبهم.
(الرابع) : التفصيل ، كقوله [تعالى] (٥) : (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كانَ
__________________
(١) في المخطوطة (المحذوف).
(٢) انظر المحتسب ٢ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧.
(٣) في المخطوطة (كيف).
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٥) ليست في المطبوعة.